عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر د. عبلة الكحلاوي: المرأة صاحبة مشروع لنهضة الأمة

د. عبلة الكحلاوي من أبرز الشخصيات النسائية التي تميزت في الفقه، فهي أستاذة الفقه السياسي، وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر (بنات)، وصاحبة أشهر البرامج الفضائية التي تعنى بالمرأة وقضاياها على فضائية «الرسالة» وهي ابنة الحاج محمد الكحلاوي مداح الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي أطرب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عبر إذاعة القرآن الكريم المصرية.
«الوعي الإسلامي» حاورت د. عبلة حول دور المرأة الدعوي وداخل الأسرة والمشكلات التي تعوق ممارستها لهذا الدور، علاوة على دورها في صناعة رجالات الأمة، والدور التغريبي الذي لحق بالمرأة المسلمة، واليكم نص الحوار:

ـ ما أبرز أدوار المرأة الدعوية؟

ـ المسلم لابد أن يكون له دور دعوي ونحن مأمورون بذلك، وسيدنا يوسف علية السلام مارس الدعوة وهو داخل سجنه عندما قال {رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} (يوسف33)، وهذه حجة إلى أصحاب الأعذار، الذين يتذرعون دائما بأنهم لا يجدون وقتا لممارسة الدعوة، وفي ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «بلغوا عني ولو آية»، وما من مسلم إلا ويعلم عن دينه وإسلامه ولذلك فلا عذر إذا لم يبلغ، وأشكال التبليغ مختلفة ومتنوعة، فهناك من يبلغ بسلوكه فيكون تأثيره في المجتمع أقوى وأعظم بكثير من أولئك الذين ينصحون ليل نهار، وللمرأة دور بارز في العمل الدعوي بلا شك، لا يختلف عن دور الرجل ولا يقل أهمية بحال من الأحوال، وإن كان يختلف من حيث التنوع، فالمرأة مسؤولة عن تربية النشء وبناء المجتمع، وهذه مهمة شاقة وتحتاج إلي مجهود كبير، وهو دور عظيم من أهم الأدوار الدعوية للمرأة.
ومن أهم الأدوار الدعوية أيضا رعاية المرأة لبيتها ودورها كأم وزوجة، فبها ينصلح شأن هذا المجتمع، وبغيابها ينفسخ المجتمع، غير أن هذا الدور لابد ألا يتعارض مع حيائها، وألا تكون هناك مشكلة يسببها خروجها، وقد استطاعت المرأة أن تحقق تقدما دعويا كبيرا وتشارك في بناء المجتمع.

ـ البعض يرى أن دور المرأة يقتصر على البيت من دون ممارسة لدعوتها مثل الرجل، ما رأيكم في ذلك؟

ـ هذا فهم غير صحيح بطبيعة الحال، فإن تحدثت عن أهم أدوار المرأة الدعوية واعتبرت أن البيت أهم وأعظم هذه الأدوار فهذا ليس معناه أن تظل في البيت من دون أن تمارس دعوتها، كما لا أدعوها للخروج دون ضوابط، فالأصل مشاركة الرجل، ولكن دعنا نتحدث عن شكل هذه المشاركة التي لابد أن تكون في صورة تليق بالمرأة وبتكريم الله لها ومن دون مزاحمة الرجل في العمل ولا مخالطته بطبيعة الحال، وممارسة المرأة لدورها الدعوي كأي ممارسة تقوم بها لكل شؤون حياتها بما لا يصطدم بشرع أو بنص مثلا.

ـ ما المشكلات التي تعوق العمل النسوي الدعوي؟

ـ هناك مشكلات تعوق العمل النسوي ربما يكون منها جهل بعضنا بدور المرأة الحقيقي، وبالتالي فهناك من ينظر إلي هذه المرأة نظرة جسدية فهو يرى فيها عورة لا بد ألا تتكشف، وظهورها من خلال ممارسة العمل الدعوي، ربما يكون من خلال مقالة تكتبها مثلا في صحيفة أو مجلة نوع من التكشف، وبالتالي عدم التفقه في الدين هو جزء كبير من عدم ممارسة المرأة لدورها الدعوي، وأسباب هذه المشكلات أننا لا نحاول تغيير الصورة النمطية السيئة للمرأة والمزروعة في عقول كثير منا، ولا شك أن العلاج يوجد في النص (قرآنا وسنة) حيث إن الاحتكام إليهما يعصم من الفتن.

ـ كيف ترون دور المرأة في صناعة رجالات الأمة؟

ـ للمرأة دور كبير في صناعة رجالات الأمة، فالأم هي التي أعدت الرجال وقدمتهم، ومن هؤلاء أم صلاح الدين التي كان يبكي وليدها، فكان خاله يدعو أخته لتهدئة الابن صلاح الدين، فترد عليه قائلة اتركه حتى يشتد عوده كي يقوى على محاربة الصليبيين ويكون صوته عاليا في هذه المعركة، وأم نور الدين زنكي التي ربته على القرآن، فكان مثالا للمجاهد الحق، وأم الإمام أحمد بن حنبل الذي كان يطلب النصيحة من أمه فكانت تقول له لا تكذب، فالصدق منجاة، فكان فقهيا وعالما ملأ هذه الدنيا علما.

ـ البعض يرى غياب دور المرأة في هذه الصناعة، ما الأسباب وراء هذا الغياب؟

ـ أنا أختلف مع هؤلاء الذين ينظرون هذه النظرة أو يأخذون بوجهة النظر هذه، فأنا أرى أن للمرأة دورا كبيرا في صناعة رجالات الأمة في الماضي والحاضر وأن لها دورا في صناعتهم في المستقبل، فالمثل يقول «وراء كل رجل عظيم، امرأة صالحة».

ـ كيف ترين دور المرأة الفلسطينية في صناعة مستقبل بلادها وأمتها؟

ـ المرأة الفلسطينية مثال حي للمرأة العربية والمرأة المسلمة بشكل عام ودورها متمثل في صناعة مستقبل الأمة وليس في صناعة مستقبل فلسطين، فهي التي ضحت، يوم أن اختفت التضحية، فهناك أم نضال، التي قدمت أولادها للشهادة، ومن هؤلاء النساء من يجاهدن أفضل من بعض الرجال.

ـ ما رأيكم في القوانين المستحدثة بشأن المرأة في العالم العربي؟

ـ لابد أن تحافظ المرأة في البداية على حيائها ودينها، مهما كان هناك تفاوت في القوانين والتشريعات وأن يكون الله ورسوله أولى عند المرأة من أي قانون فلا بد أن تحافظ المرأة علىي دينها وحيائها، كما شن البعض حملة على المرأة المسلمة في دولنا العربية، أتت هذه الحملة بنتيجة عكسية.

ـ كيف ترين مخاطر تغريب المرأة المسلمة؟ وما هي المصدات التي بها يمكن مواجهة هذه الحالة التغريبية؟

ـ مخاطر تغريب المرأة آثارها ليس على المرأة وحدها وإنما يمتد إلى المجتمع بأكمله، ولذلك يقوم هؤلاء المتربصون باصطياد هذا المجتمع من خلال المرأة المسلمة ونجد في ذلك طرقا كثيرة هدفها جميعا «المجتمع»، ولذلك فمن الضروري التصدي لمواجهة هذه الحالة التغريبية، وهذا التصدي يكون عن طريق توعية المرأة بدينها، حتى تقف على حجم وكم المخاطر التي تعوقها من أجل القضاء على المجتمع ممثلا فيها.

ـ برأيك ما الدور الدعوي والخدمي الذي تقوم به الجمعيات الخيرية في عالمنا العربي والإسلامي؟

ـ الأمة العربية والإسلامية مازالت بخير والدليل على ذلك الدور الذي تقوم به هذه الجمعيات، فأدوار هذه الجمعيات دعوية وخدمية وهي أدوار تستحق الإشادة لما تقدمه للمجتمع وهي بفضل الله منتشرة في كل ربوع مصر المحروسة وغيرها من الدول الإسلامية.

همسة

ما اعظم ان نجد فى عصرنا هذا سيدة فاضلة تجيد الفقه والحوار الطيب

انا شخصيا اتابعها باستمرار لانها تستحق

شكرا همسة على هذا الطرح

أحمد المصرى