منتديات رحيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات رحيل

همسات الحب و الرومانسيه
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 هل نحن في حاجة إلى طه حسين آخر ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انت عمري
عضو جديد
عضو جديد
انت عمري


ذكر
عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 21/11/2008

هل نحن في حاجة إلى طه حسين آخر ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل نحن في حاجة إلى طه حسين آخر ؟   هل نحن في حاجة إلى طه حسين آخر ؟ Emptyالأحد ديسمبر 28, 2008 5:53 am

(1)
بين القراءة والكتابة عشق وحب وولع.. واحتراق واحتراف وبين محاولة الإمساك بجمر المعرفة.. وصولاً إلى مرحلة الرماد.. والرمق الأخير ثمة ما يضيء في العقل الباحث دائماً عن التعب وحيث المعاناة في أقصاها.. وحيث الطموح الذي يشتعل إنها زناد تلك الأسئلة المعرفية والكونية التي تحمل الإنسان إلى أن يعرف.. من هو ومن يكون.. في هذه الحياة.. وفي هذا الكون.
ومنذ شغفي الأول بالقراءة.. كانت هناك نماذج عالية وكبيرة في الفكر والمعرفة، كان جيل النهضة هو الجيل الذي ساهم في صياغة مشروع التنوير في العالم العربي.. هو الجيل الذي حمل الأسئلة الأولى للمعرفة.. تجسد ذلك في الأعمال التي أسست لمرحلة بزوغ الدولة الوطنية العربية والتي خرجت من الحقبة الاستعمارية في كافة أشكالها وألوانها، الاستعمار العسكري والسياسي والثقافي، وبين محاولة الخروج من تلك الاستعمارية بكل ما لها وما عليها كان ثمة «أفكار» تخرج معلنة عن نفسها، وعن ذاتها كان ثمة وعي خلاق تقوده نخبة من العقول العربية، كان ذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر حيث مصر في زمنها الليبرالي الذي قاده محمد علي مؤسس مصر الحديثة، وحيث نرى بذور الفكر الجديد تمثل ذلك في أعمال رفاعة الطهطاوي ورجال الفكر الديني المستنير أمثال الشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ علي عبدالرازق.
كان الشيخ محمد عبده صاحب كتاب «الإسلام دين العلم والمدنية» فيما يكتب علي عبدالرازق كتابه المثير للجدل «الإسلام وأصول الحكم» إضافة إلى ما تطرحه مجلة «المنار» التي يديرها الشيخ محمد رشيد رضا، ومجلة «العروة الوثقى» برعاية وعناية رجل تنويري هو جمال الدين الأفغاني.
(2)
سأقف هنا أمام أحد أهم أقطاب النهضة الفكرية والثقافية العربية، فبين طروحات قاسم أمين الطامحة والطامعة الى تحرير المرأة العربية، وبين أفكار سلامة موسى التي تقوم على جعل التفكير العلمي سبيلاً للوصول إلى مرحلة التقدم والترقي، وبين قراءة عباس مصطفى العقاد لعبقرية العقل الإسلامي متمثلة في كتبه عن عبقرية محمد وعمر.. وغيرها من العبقريات، وسط هذا المشروع الذي ظل مشروعاً نهضوياً ناقصاً ومبتوراً ومكسوراً أيضاً بانكسار الذات العربية وتشظيها جراء الهزيمة العربية بعد 1967م، كان د.طه حسين يمثل حالة استثنائية في هذا المشروع الفكري والثقافي العربي، كان يحمل لغته الخاصة وشخصيته الخاصة، وهذه الأسئلة الحارقة التي عززت حضوره، بشكل طاغ ولافت في الثقافة العربية، كان طه حسين هذا الأعمى المبصر، ذلك الذي رأى مخترقاً برؤيته وعبقريته الأفق العربي السائد ومتجاوزاً محيطه الاجتماعي تمثل ذلك في كتابه الذي أحدث ضجيجاً آنذاك، وأحدث ما يشبه الصدمة في النهضة العربية إنه كتاب في الشعر الجاهلي ثم كتابه الهام مستقبل الثقافة في مصر، ثم كتابه «الفتنة الكبرى» وسيرته «الأيام»، عبر لغة رائقة وفائقة لا نظير لها.
(3)
أكتب هذه المقالة ومن خلالها استعيد ذهنية وفكر وثقافة طه حسين وأنا أقرأ العدد الأخير والجديد من مجلة «دبي» الثقافية التي خصصت ملفاً كاملاً عن شخصية أدبية وثقافية بحجم طه حسين الذي ربما تاه وضاع اسمه وسط هذا الضجيج الإعلامي والثقافي وقد شارك في هذا العدد الاستثنائي والمتميز نخبة من المفكرين والمثقفين من أمثال أدونيس وجابر عصفور وعبدالعزيز المقالح وفيصل دراج وفاروق عبدالقادر وعبدالسلام المسدي وعبده وازن وأحمد حجازي وآخرين، ولقد قرأ هؤلاء طه من زوايا متعددة برؤى مختلفة، وهو ما يدعونا إلى إعادة قراءة مشروع النهضة العربية من خلال إسقاط هذا المشروع واستشراقه وأسئلته في ذلك الوقت لتلك الأسئلة الفارقة والحارقة على الراهن العربي سياسياً واجتماعياً وثقافياً ولماذا تراجعت الذهنية العربية عن مواصلة المشروع التحديثي وما الذي جعل العقل العربي في حالة انتكاس وارتكاس، وفي وضعية مهزومة ومأزومة معاً رغم جهود مفكرين وباحثين كبار من أمثال محمد أركون ومحمد عابد الجابري وأدونيس وعبدالله العروي وآخرين، يحاولون إشعال سؤال الحرية والمعرفة في عالم عربي يحاول أن يقرأ الماضي على ضوء العقل ليصنع من ماضيه واقعاً يضيء بقيمة وأهمية هذا العقل.
أين وصل فكر طه حسين بعد 35 عاماً من رحيله، وأين هو فكر الجيل الكبير، ومشروع النهضة العربية، هل وصل إلى انسداد تاريخي ومعرفي. وهل نحن بحاجة اليوم إلى طه حسين آخر هذا الذي أضاء بحرقته وبحرفه هذا الأفق العربي المغلق.
طه حسين الذي قال عنه الشاعر الكبير نزار قباني:
ضوء عينيك أم هما نجمتان
كلهم لا يرى وأنت تراني
ضوء عينيك أم حوار المرايا
أم هما طائران يحترقان
آه يا سيدي الذي جعل الليل
نهاراً والأرض كالمهرجان
ارم نظارتيك كيف أتملَّى
كيف تبكي شواطئ الخلجان
ارم نظارتيك ما أنت أعمى
انما نحن جوقة العميان
أيها الفارس الذي اقتحم الشمس
وألقى رداءه الأرجواني
أيها الأزهري.. يا سارق النار
ويا كاسراً حدود الثواني
عد إلينا فإن عصرك عصر ذهبي
ونحن عصر ثاني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ra7eel.ahlamontada.ner
 
هل نحن في حاجة إلى طه حسين آخر ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رحيل :: الـمـنـتــديـــات الأدبــيــــه :: كـــلام فـــى الأدب-
انتقل الى: